المقالاتقضايا وطنية ودوليةمواضيع ودراسات

“المافيوقراطية”- د. هشام الأعور

الاصلاح السياسي

“المافيوقراطية” هي نظام مقترح للحكم يتم فيه اختيار صانعي القرار على أساس خبرتهم في مجالٍ معينٍ خاصةً فيما يتعلق بالمعرفة التجويعية أو التدميرية. يتناقض هذا النظام بشكلٍ واضحٍ مع فكرة أن الممثلين المُنتَخبين يجب أن يكونوا صُنَّاع القرار الرئيسيين في الدولة على الرغمِ من أنه لا يعني بالضرورة حذف الممثلين المنتخبين بل إن الأمر يعتمدُ بالأساس على المهارات في التبعية عند الحاكم مقابل الاستزلام والزبائنية السياسية عند الشعب بدلًا من فكرة الانتماء للوطن أو ما يُعرف بـ “الوطنية” كما هو معمولٌ به في الأنظمة السياسية المتحضرة.

يقوم هذا النظام على طمس فكرة الدولة وذلك لضمان استمرار حكم زعماء الطوائف والجماعات المحلية حيث تتولى قوى الأمر الواقع السيطرة فعليا على مقاليد السلطة والتحكم بمختلف المناصب والوظائف والقطاعات الحكومية.

“المافيوقراطية “تعني حكم الفساد وهي مصطلح جديد في علم السياسة يدرس في معاهد الادارات في لبنان منذ إنهاء الحرب الاهلية و تفتيت المجتمع اللبناني بحروب داخلية إلغائية وعبثية،حتى أصبح الشعب مُقَسَّمٌ إلى فئاتٍ مذهبية مناطقية، تتعاطى في ما بينها على قاعدة الخوف والحقد و الإلغاء بدلا من  مبدأ “التكاؤن ” لخلاص لبنان.

“المافيوقراطية ” هي تسلط الطبقة الحاكمة التي تنتهج سياسة مرادفة للسرقة ونهب المال العام واسقاط هيبة الدستور والقوانين وتزوير العدالة والاتجار بثروات البلد واذلال الشعب في كامل مدخراته وتحويل الوطن إلى ساحة مشرعة امام المخاطر الاقليمية والدولية فينعمون اسيادها و شركائهم بمغانم محصصاتهم غير آبهين بالخسائر في الارواح والارزاق.
ان “المافيوقراطية” لا تتوقف عند هذا الحدّ،بل استنبطت  آلية للحكم تقوم على تقاذف التهم و المسؤولية واستكراد العقول والتمادي في اطلاق وعودٍ كاذبة من اجل طمس الحقائق والتهرب من المسؤولية وعدم الخضوع للمساءلة او المحاسبة مهما تمادى الحاكم او المسؤول بمجزرته المتمادية او جريمته الجماعية بحق الوطن والمواطن.

أيها “المافيوقراطيون” شبه الآلهة،
منذ أن تكافلتم و تضامنتم فيما بعضكم البعض و كذبتم جميعا على الشعب اللبناني بوعود التغيير والعدالة والكرامة والسعادة لجيل اولادنا و الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي كما المحاسبة الشفافة ، أرْسَيْتُمْ نظاماً سياسيّاً مافيويّاً و قَونَنتُم مبدأ السرقة و النهب و القتل والاجرام و الإرهاب الفكري و الجسدي ضد كل مواطن شريف ثائرٌ ضد الظلم والقهر والذل والطغيان.

خطفتم مؤسسات الدولة، خطفتم الديمقراطية،خطفتم أجساد و وأرواح و أحلام ،متأكدين من أنفسكم أن لا رقيب وحسيب وفي اعتقادكم “إن الثورة (لا)تولَدُ من رَحَمِ الأحزان “.

الحوار المجتمعي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى