
الشيخ ناصر الدين الغريب: صاحب مَلَكَة العقل بوجه شرنقة الانعزال – د. هشام الأعور
مشيخة العقل
لا ندري من أين نبدأ والخواطر تتزاحم في أذهاننا والمشاعر تتلاطم في أنفسنا ونحن نهمّ بالكتابة عن شيخ العقل في طائفة الموحدين الدروز سماحة الشيخ ناصرالدين الغريب.
نبدأ بتحية احترام واكبار لشيخ الحوار وادبه الذي تعلمنا منه اهمية العودة إلى السلف الصالح والاستفادة من التجارب والتواصل مع الناس وحب البحث عن الحقيقة حتى ولو كانت معلّقة في الأقمار البعيدة.
هل نبدأ بالإقرار بقلة زادنا ونحن نطالع عمق مذهب التوحيد الذي يجول في عقل الشيخ الغريب وهو يتواصل مع روح الحياة وجوهر الحق والحقيقة والتي استقاها ورشف رحيقها من عبق ايمانه المفعم بمرتكزات التوحيد السمحة.
ام نبدأ بجهد ذلك العالم الطموح الذي لا يترك فرصة سانحة الا ويستثمرها في مجال تقريب وجهات النظر بين المتباعدين والتواصل بين القلوب والتآلف بين الأفئدة والجمع في الرؤى المتباينة على درب التوحيد.
أم نبدأ بتواضع ذلك الانسان المؤمن الذي لا يبخل بالرد على أي نداء يصل إلى مسامعه من صغير او كبير ومن رجال السياسة واهل الفكر والأدب والثقافة وهم يدعونه للحوار والمناقشة والاستدلال مرجحاً حوار العقل على جدال الألسن فاتحاً قلبه للرأي والرأي الآخر بإخلاص وتجرّد نيّة.
إنه حديث يطول في عمق التاريخ ويمتد على مسافات الجغرافيا ويتوغل في قيم التوحيد التي ينتمي اليها شيخنا الكبير وننتمي اليها جميعنا وكلنا أمل ان يعاد لمّ شمل طائفة الموحدين الدروز بهمته وبمشاركة كل المشايخ الغيورين على مصلحة الطائفة واسترداد حقوقها المسلوبة وأن يمنحنا شجاعته في قول كلمة الحق واعلاء الصوت دفاعا عن هذه الحقوق في الوقت الذي يتكالب فيه البعض عليها.
وحدها النيّة الصادقة في التوكل على الله وحسن الظنّ به في كل حال ، كما نظن، هي التي جعلت شيخ عقل طائفة الموحدين الشيخ ناصرالدين الغريب يقف كالجبل الأشمّ والطود الشامخ أمام التحديات المجحفة من جهة، ودجل وكذب المنافقين من جهة أخرى، ومنحته الجرأة والثقة بالنفس لقوله كلمة الحق مهما أجهدته التساؤلات والتحديات وهو يحاور التاريخ والأيام القادمة.
أطال الله بعمرك ايها الشيخ الحكيم وسدد خطاك على طريق الحق وابقاك صامدا بوجه كل التحديات الكبرى وسندا لأبناء الموحدين في لبنان وسوريا والجولان المحتل وفلسطين المحتلة ورعاك بعينه التي لا تنام.
الحوار المجتمعي.